الرأي نيوز -  آرام المصري

قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور مخلد البكر أن السوريين الآن يطوون مرحلة عصيبة من تاريخهم السياسي المعاصر، ويتخلصون من أبشع نظام ديكتاتوري عرفه العرب في القرن العشرين.

ولفت البكر في تصريح لـرم أن نظام الأسد ولأكثر من خمس عقود قد قام بأبشع أنواع العذاب والتنكيل في الشعب السوري كما قام بسلب الحريات واضطهاد الشعب، انتهاء بما جرى في الأزمة السورية من حالات قتل وتدمير للمدن ورميها بالبراميل وتهجير الملايين.

وأشار إلى أن السوريين اليوم أمام مشهد قاسي جدًا تعرض له الشعب السوري على مدار هذه العقود، حيث إنهم يفرحون بحريتهم، وبتخلصهم من النظام البائد من هذه العصابة التي تحصنت خلف الطائفية.
وأكد البكر أن فرحة الأردنيين تؤكد العلاقات القديمة والوطيدة التي تربطنا بالشعب السوري وإرثه الطويل. 
وتابع أن السوريين الآن أمام مشهدين، مشهد سعادة غامرة لكل أحرار العالم، لكل السوريين الذين عانوا من ظلم أو هجر أو فقد نتيجة جرائم هذا النظام، ومشهد آخر هو مستقبل سوريا.
وحول تأثيره على الأردن، أوضح أن الدولة الأردنية معروفة بنهجها في السياسة الخارجية الأردنية حيث إن الهاشميين وجلالة الملك عبد الله الثاني كانوا دائمًا ضد أي تدخل في شؤون أي دولة مجاورة.

ولفت البكر إلى أن الأردن يقف مراقبًا للمشهد على الرغم من أنه دفع ثمنًا غاليًا نتيجة الأزمة السورية ونتيجة تدفق اللاجئين السوريين بأعداد هائلة على الدولة الأردنية، وهذا شكل ضغط كبيرعلى البنية التحتية والدولةو مؤسساتها.
وتابع أن هذا دورنا كأردنيين وواجبنا وواجب الدولة نحو أشقاءنا في سوريا، مُشيرا إلى دور الأردن منذ اللجوء الفلسطيني، ومرورا باللجوء العربي بعد الربيع العربي وأحداثه، وحرب العراق 2003. 
وذكر البكر الضرر الذي لحق بالدولة الأردنية نتيجة تصدير المخدرات وتواجد ما يُقارب 200 مصنع مخدرات قرب حدودنا الشمالية واستخدمها كسلاح لمحاولة تفتيت الجبهة الداخلية في الأردن من أجل ضرب الشباب ما أدى إلى زيادة من العبئ على الجيش العربي الأردني.
وأكد أنه يجب علينا أن ننتظر ونراقب المشهد بحذر وتروي، مؤكدًا أنه ضد التفاؤل المفرط في التعامل مع الموقف حيث إننا أمام مشهد جديد والأحداث دراماتيكية ومتسارعة يشوبها عنصر المفاجأة والغموض وتحتوي على حلقة مفقودة. 
ولفت البكر إلى أن تسارع الأحداث بهذا الشكل الذي انهى النظام بظرف 11 يوم بعد عقود من المعاناة يؤكد أهمية طرح العديد من التساؤلات منها " كيف حدث ذلك؟ ولماذا "هرب" النظام بهذه الطريقة؟ وما سبب انسحاب الميليشيات ولماذا لم تقوم بدورها في الدفاع عن النظام ولماذا تخلى الجميع عن هذا النظام بشكل مفاجئ؟". 
وفيما يخص الأيام القادمة في سوريا، أكد البكر أن السوريين مطالبين في الحفاظ على ترابهم الوطني كاملًا وعلى مكونات الشعب السوري والنهج الذي أعلنته القوى المعارضة التي سيطرت على التراب السوري ومؤسسات الدولة، مُشيرًا إلى أنها مطالبة بحماية المكونات الشعبية وهو ما اعلنته رسميًا برفعها شعار " لا للطائفية وحافظوا على المؤسسات".